يتصدى هذا الكتاب لموضوع جوهري وأساسي في الوقت الحاضر ألا وهو ريادة الأعمال، والذي يعتبر عنصرا حيويا وجوهريا، فالريادة ظاهرة جديرة بالاهتمام والرعاية نظرا لأهميتها في التنمية التي تسعى إليها مختلف المجتمعات وللخروج بأجيال يدركون الفرص ويبادرون في تبنيها ويمتلكون روح الابتكار والإبداع  ويستثمرون الموارد المتاحة بطريقة منظمة من أجل الخروج بمشاريع ناجحة تحقق لهم أهدافهم .

وإنّ عملية تحويل الأفكار المبتكرة إلى مشروعات ومنظمات أعمال قابلة للنمو والازدهار، ستظل هي التحدّي الأكبر الذي يواجه البشرية.

فريادة الأعمال الناجحة لا تتطلب توافر الأموال فحسب بل تتطلب ما هو أكثر من ذلك، لأنّ ريادة الأعمال عملية متكاملة تجمع مابين الإبداع والابتكار، وتحمل المخاطرة، والتخطيط.

بالإضافة إلى ذلك ينبغي أن تتوافر خصائص معينة تتعلق بالقدرة على اكتشاف الفرص، وتحمل مستويات مرتفعة من المخاطر، والقدرة على تحويل الفكرة إلى واقع ملموس، داخل إطار خاص وهذا الإطار الخاص هو ما نطلق عليه تعبير روّاد أو ريادي الأعمال، فالفكر الريادي ينبع من داخل الأفراد ويمكن أن نلاحظ سيادة هذا الفكر داخل منظمات الأعمال وخارجها.

لذلك تعبر ريادة الأعمال عن مفهوم متكامل يتخلل المنظمات الفردية بطريقة مبتكرة وغير تقليدية، وهذا المفهوم هو الذي قاد الثورة التي غيّرت أسلوب إدارة وتميّز منظمات الأعمال على جميع المستويات، وساهمت في تحويل الأفكار الابتكارية إلى فرص عمل.

وقد تمّ تقسيم هذا الكتاب إلى ستة فصول على النحو التالي:

1. أساسيات ريادة الأعمال؛
2. مفاهيم أساسية حول ريادي (رائد) الأعمال؛
3. منظمات الأعمال الريادية؛
4. الريادة المؤسسية؛
5. مداخل ريادة منظمات الأعمال؛
6. ثلاثية الإبداع، الابتكار والريادة.