تفصيل

  • الصفحات : 217 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-676-5.

مقدمة

في ظل اقتصاد مليء بالتحديات، يعتبر تحقيق المؤسسة للأداء العالي نتيجة إدارة الموارد البشرية بكفاءة وفعالية،حيث يعتبر الموظفون أحد الجوانب المهمة للمؤسسة، فحتى تقود مؤسسة يجب عليك أن تقود أفرادها، لذلك يحتاج القائد إلى فهم تأثير سلوكه على الموظف وأدائه، وبالتالي تعتبر الطريقة التي يقود بها القائد موظفيه لأداء واجباتهم ومسؤولياتهم عنصرًا حاسمًا في الإدارة، الأمرالذي دفع إلى اعتبار الموظفون أهم أصول في أي مؤسسة، وبالرغم من أن مصطلح “الأصول” مهين، فقد اعتبرت الأدبيات الإدارية الموارد البشرية كأصول للمؤسسة، كونها تعني الاهتمام بالموظفين ليكونوا منتجين ومخلصين ومتحمسين.

وعليه يعتبر الموظفون الذين يظهرون سمات سلوك المواطنة التنظيمية مفيدة للمناخ التنظيمي ويتم تقييمهم كرأس مال بشري للمؤسسة وبالمثل، فإن الموظف الذي لديه الطاقة لتلبية متطلبات العمل والذي يتكيف مع ضغوط اليوم يعتبر أيضًا رأس مال بشري ذي قيمة، وينظر إليه على أنه الموظف الصحي النشط وهوأيضا أحد الأصول التي تتمتع بها المؤسسة بسبب قدرته على زيادة الإنتاجية وانخفاض التكاليف المتعلقة بالتغيب عن العمل والوقت الضائع في العمل بسبب الإصابة مثلا.

قد يشعر الموظفون أيضًا ببعض الالتزام بالانخراط في السلوكيات بسبب أفكار المسؤولية الشخصية أو الأعراف الاجتماعية أو مشاعر الالتزام الأخلاقي، حيث يتطلب كل من سلوك المواطنة التنظيمية وبناء الصحة النفسية إجراءات ومهارات ودعم من الآخرين لتلبية الاحتياجات النفسية الأساسية للمعاملة الخاصة والتفاضلية. بالإضافة إلى ذلك، كلما زادت القيمة التي يوليها الموظف للنتيجة، زاد الجهد الذي يبذله لتحقيق الهدف.

لذلك إذا وجد الموظف متعة أو اهتمامًا في الإجراءات المتعلقة بسلوك المواطنة التنظيمية والصحة النفسية أو إذا وجد الموظف قيمة في النتيجة، يتصرف هذا الموظف عن طيب خاطر، ومن الناحية النظرية، يحاول بجد أكبر للعمل نحو تحقيق هذا الهدف.

وبالتالي يميل الموظفون الذين يظهرون خصائص سلوك المواطنة التنظيمية والذين يختارون السلوكيات الصحية إلى أن يمتلكوا دوافع داخلية ويتخذون إجراءات لتلبية الاحتياجات النفسية الأساسية للاستقلالية والكفاءة .

وعليه كلا السلوكين لهما تأثير إيجابي على الثقة بالنفس، كما أنهما يؤثران بشكل إيجابي على البيئة الاجتماعية والقوة المالية في مكان العمل.

بحيث نجد إذا كان الدافع مستقلاً، تزداد المسؤولية الشخصية لتحسين الأداء وخيارات نمط الحياة الصحية وكذا الإدراك الشخصي للإنجازات مثل تحسين القوة والكفاءة لتلبية الحاجة إلى التفاعل في المناخ التنظيمي للموظف في الطريقة التي تحسن الارتباط الوظيفي، والتي تساعد أيضًا في تحقيق نتيجة قيّمة و/ أو لمنع عواقب غير مرغوب فيها.

كما قد يظل الموظفون نشيطين بعد أداء سلوك المواطنة التنظيمية، مما يشير إلى أن استهلاكهم من الموارد لا يجعلهم يشعرون بالإرهاق ما لم يصل التعب إلى النقطة الحرجة. لذلك، لا يمكن إهمال الجانب السلبي من سلوك المواطنة التنظيمية والذي يتجلى فيما يسمى بإرهاق المواطنة الذي يعتبر نقطة التحول التي تؤدي إلى تدهور الصحة النفسية للموظفين. بمعنى آخر، لا يظهر الموظفون أعراضًا نفسية وجسدية إلا عندما يكونون مرهقين بسبب أداء سلوك المواطنة التنظيمية.

كما ذكر أعلاه، فإن سلوك المواطنة التنظيمية هو سلوك يتجاوز مسؤوليات الموظفين الوظيفية، وإن كان سلوك المواطنة التنظيمية يمكن أن يكون مفيدًا للأداء الفردي والتنظيمي في حالات معينة تم إثباتها في عدة دراسات، لكن تأثيره الإيجابي يأتي على حساب صحة الموظفين في عدة حالات لا يمكن إغفالها أو التهاون فيها، فإذا كان الموظفون يشاركون بشكل متكرر في سلوك المواطنة التنظيمية ويعتبرونه جزءًا من عملهم اليومي، فعليهم استهلاك مواردهم الداخلية مثل الوقت والطاقة والقوة البدنية.

في هذه المرحلة، سيدرك الموظفون أنهم يواجهون مخاطر فقدان الموارد أو أنهم يتعرضون لها بالفعل، مثل ساعات العمل المطولة أو الأنشطة الإضافية، مما يؤدي إلى مزيد من الخسائر .