تفصيل

  • الصفحات : 251 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2022،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-327-6.

يتناول هذا الكتاب العلمي مجموعة من الدارسات العلمية في حقل السيميائيات والذي عرف تطورا   في إطاره  المعرفي، وتنظيمه التركيبي والدلالي وامتد هذا التطور ليشمل الآليات والأساليب التحليلية ومختلف المفاهيم الجديدة التي استمدت أسسها ومبادئها من التخصصات والحقول المعرفية الأخرى، كالمنطق والفلسفة والثقافة والاتصال والأنثروبولوجيا…وعلى هذا الأساس، فإن كل محاولة لمقاربة الأنساق الاتصالية، يقتضي تحديد مختلف علامات  الأشياء والأفعال والأقوال المرتبطة أصلا بحالات الإبلاغ والتمثيل والتعبير والاستعمال البلاغي والرمزي، والبحث عن طبيعة  الأفعال المنتجة للمعنى  خاصة الممارسات التعبيرية  ومظاهر  السلوكيات الإنسانية بمختلف أشكالها وأنماط تشكلها وتحولها وكما تشمل أيضا طبيعة علامات الأشياء والكائنات ومختلف أشكال الوجود والموجودات ومنها الانسان والحيوان ومظاهر وأشكال الطبيعة وما تولده من علاقات دلالية .

صحيح أن هذا، التخصص شهد قفزة نوعية على المستوى المفاهيمي والمنهجي بفضل ظهور علوم جديدة كعلوم الاتصال واللسانيات البنيوية والمنطق الشكلي وبعض الأبحاث في الأنتروبولوجيا… لكن الإسهامات والأبحاث السيميائية  الجديدة، حاولت تقديم قراءات متنوعة ومغايرة للتساؤل عن أنماط إنتاج واشتغال هذه العلامات السيميائية والبحث عن طبيعة وخصوصية الدلالات والإحالات الرمزية التي ترتبط بمضمونها الحقيقي، والبحث عن الإحالات والتصنيفات  الدلالية  التي تنتج الوقائع الرمزية والبلاغية. خاصة مع تطور بعض الممارسات والأحداث والوضعيات والأشكال التعبيرية والوقائع الاتصالية المفتوحة على مرجعيات رمزية  وإيديولوجية  والتي  تحتاج للمسائلة والتحليل السيميائي لتفكيك أنساقها وتأويلها بتنظيم معرفي ونقدي يتجاوز الانطباعات والانفعالات المباشرة ومختلف السرديات وعناصر التشكيل الإدراكي  المباشر.

وضمن هذا السياق الجديد، اهتم الباحثون بهذا التخصص الجديد الذي يعير الاهتمام للمقاربات والأساليب  التحليلية التي تكشف عن مختلف العناصر الدلالية وجوهر اشتغال وإنتاج العلامات (الدلائل) اللغوية عير اللغوية في عوالم من الواقع والمتخيل والاستعاري والاتصال القصدي وداخل فضاءات زمنية وثقافية وتاريخية متنوعة، خاصة مع تعدد الأنشطة الإنسانية وأشكال التعبير والتمثيل، في الصورة والمسرح والسينما والرسم والتلفظ والبلاغة والحديث والتقديم الإعلامي والحركات والفضاءات  والإشهار  واللباس والهوية البصرية والسلفي والرسائل التجارية، والموسيقى، ولغة الجسد، والرسومات، واللوحات والأجهزة التفاعلية، والوسائط المتعددة والوسائط الفائقة، وفي الفنون المعاصرة بشكل عام، والتصوير الفوتوغرافي،والفيديو والعروض الحية  التي تستخدم هذه التقنيات الرقمية الجديدة :… فكلها  تنفتح بشكل أو بأخر على نسق من المعاني والقيم وباعتبارها “آلات سيميائية” منتجة للمعاني، خارج الطابع الاستعمالي المباشر والتعييني وسلسلة الوقائع المرئية واللغوية. وهكذا، فإن السيميائيات بمفهومها العام  لا تبحث فقط عن  طبيعة وأشكال الإخبار والتبليغ والاتصال بالعلامات، بل تقوم بالبحث عن مكامن المعنى واستحضار كل السياقات المستمدة من طبعها الثقافي والتاريخي والواقعي أو من عوالم الاستيهام والايدولوجيا وأفعال الذات والإحساس والسرد….

وهكذا، فإن هذا الكتاب يعرض بعض المساهمات في هذا التخصص بتحليل بعض الأنساق الاتصالية من طرف مجموعة من الباحثين الذين قدموا  قراءات تحليلية مختلفة ومتنوعة بالتركيز على آليات بناء  وتوليد المعنى بالعودة إلى جملة من المفاتيح المعرفية  المساعدة  على فهمه وتفكيكه، وتقديم معلومات ومفاهيم نظرية وأعمال تطبيقية شملت تخصصات معرفية متنوعة، فقد تطرق الباحث المصطفى عمراني إلى موضوع العمارة وسيميولوجيا الثقافة، محاولا البحث في عوالم “الحفر الأركيولوجيي” في أعماق النصوص المعمارية، لاستكشاف بنية الرسائل الإنسانية ورمزية المخيال الجمعي ومختلف الوحدات الثقافية. وتناول الباحث الدكتور: عبد النور بوصابة موضوع الحراك الشعبي الجزائري من خلال الكاريكاتير الصحفي، بالتركيز على تحليل  عينة من الصور الكاريكاتيرية من الحراك، بمقاربة سيميولوجية، بحيث حاول تسليط الضوء على رمزية  الصور الكاريكاتير التي تتجاوز التمثيل الطبيعي والنقل المباشر للمعلومات والأخبار. وعرّج الباحث نبيل شايب على موضوع جديد، وهو  الرسم الحائطي من التمثل الرمزي إلى بيان الاستطيقا الفنية، مقاربة تحليلية سيميائية لفن الجرافيتي  Graffiti (بتحليل معالجة المعاني الضمنية للأنساق البصرية الثابتة الخاصة بفن الرسم الحائطي (الجرافيتي )  Graffiti أو  ما يعرف بالرسم على الجدران، حاول تجاوز الانطباعات المحسوسة بتفكيك مختلف الشفرات الاجتماعية والثقافية وواستنباط أبعادها الدلالية والجمالية. في حين تمحورت دراسة محمد القاسيمي وحفيظ حافظ لدراسة سميولوجية الصورة الإشهارية الثابتة – نموذج من الإشهار المغربي-دراسة في بعض النماذج الثابتة في الإشهار المغربي، وهذا لغرض إبراز مختلف العناصر السيميائية التي يستعملها الإشهاري للوصول إلى المتلقي وإلى أعماق لاوعيه وتوظيف أساليب تمثيلية لها القدرة على استمالة الكثير من الانفعالات والتحكم في السلوكيات،كما حاولا  إظهار آليات ومختلف أشكال التعبير المستعملة في الخطاب الإشهاري. وفي ميدان السينما قدمت الباحثة، عواطف زراري قراءة لمعرفة آليات اشتغال الصورة السينمائية، قراءة في سيميائية الخطاب الفيلمي وتحليل الأنساق السيميائية الدالة في السينما من خلال الاعتماد على المقاربة السيميائية التي تعتبر أكثر المداخل صلة بمجال الصورة السينمائية، أما الباحثة إيمان عفان، فقد قدمت دراسة تبحث في طريقة وصيغ  تجسيد مفهوم الحدود ل “يوري لوتمان ” في النص الفيلمي، واختارت فيلم “عمر المختار” كنموذج للتحليل،  وتشكل هذه الدراسة محاولة  جديدة لمعرفة كيفية نقل مفهوم “الحدود” الذي جاء به السيميائي الروسي “يوري لوتمان” ضمن كتابه “سيمياء الكون” واستخدامه في المجال الفني والفيلمي. وتطرقت الباحثة وفاء مطروح  إلى موضوع سيميولوجيا الإعلان التلفزيوني، يحاول هذا المقال التطرق إلى  بعض السلسلة من الممارسات الإعلانية التي تقدم المحتوى المباشر للوصلة والتعمق في دراسة غاياتها والدلالات الخفية التي تحيل إليها. الأمر الذي يسمح في النهاية بالتعرف على الأهداف المستتيرة من وراء هذه الرسائل  والتي تتجاوز الهدف الربحي المادي، وجاءت دراسة د. لبنى رحموني، ومحمد أمين بن شرّاد، تحت عنوان سيميولوجيا رولان بارث وتوظيفها في تحليل الفيلم السينمائي، قراءة تفكيكية ما بين المفهوم والتطبيق، تحاول هذه الدراسة التطرق إلى بعض التقنيات والأدوات والمفاهيم، المتصلة بتحليل الصورة السينمائية وطريقة مساءلتها مع البحث في تفاصيل التمثيل السينمائي للكشف عن مكامن المعنى وعن مختلف المستويات الدلالية .