تقديم  الكتاب:

في رحلةِ القراءة هنا بين طيَّاتِ هذا العمل الكريم، الذي يطوفُ بنا على معالِمَ شاهدةٍ تاريخ الغرب الإسلامي في العصر الوسيط، نجد توازنًا رائعًا بين التنوُّع الثري ووَحْدة الموضوع، شيء ما بديع ينمو ويكتمل شيئًا فشيئًا، بغير تعمُّد، يشعر به القارئُ ولا يعرف له كُنْهًا، ولا يعرف له اسمًا، ولكنه سيصرُّ على ألا يُفلتَه.

لقد ضم هذا الكتاب مباحث مختلفة تتعلق بتاريخ وحضارة الدولة الرستمية، وفي التواصل الثقافي بين تلمسان وغرناطة، وكذلك في التراث المخطوط في الغرب الإسلامي، الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في العهد المريني، الخطاب الصوفي بالمغرب الأوسط زمن الكوارث والأزمات، ومكانة المرأة في العهد الموحدي، والمديح النبوي في العهد المريني، وغيرها من البحوث الجادة التي تنم عن قدرته في البحث التاريخي.

لقد سعدت حين طلب مني الدكتور عباس رشيد بوضع تقديم لكتابه الموسوم “مباحث في تاريخ الغرب الإسلامي في العصر الوسيط” الذي هو عبارة عن بحوث  ودراسات ألقيت في ملتقيات علمية في الجزائر، لم تحظ هذه البحوث بدراسة عميقة من قبل الباحثين  ورغم طول الفترة المدروسة فإن الباحث بذل جهدا كبيرا من أجل استجلاء الكثير من الحقائق التاريخية من خلالها.

وعندما قرأت  هذه البحوث والدراسات إزدادت سعادتى، لأسباب :

1- فقد حقق رؤيتى فيه باحثا مقتذرا، وحقق أملى فيه أن يكون من قادة الباحثين الشباب يحمل المسيرة مع إخوانه، كما أن هذا الكتاب قد وفّر علىّ عبئا كنت أتمنى أن أقوم به، وهو كتابة بحوث موجزة ومُحكمة لمن يريد أن يتعرف على تاريخ وحضارة الغرب الإسلامي في العصر الوسيط فقد أدى  الدكتور عباس رشيد هذه المهمة وقام بها خير قيام فى هذا البحوث الرائعة .

2- الدكتور عباس رشيد من خلال هذه البحوث والدراسات لجأ إلى منهجية علمية تعتمد على نقد المصادر وتحليل المعلومات وتعليلها.

3- أدعو الله جل وعلا أن يحفظه ليكمل مع بقية الأحبة من أعمدة أهل التاريخ الوسيط الإسلامي.

والله جل وعلا هو المستعان

أد.بلعربي خالد

تلمسان المحروسة في25-02-2023م