تفصيل

  • الصفحات : 179 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2024،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى ،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-722-9.

مقدمة الكتاب

يعد تخصص علوم الإعلام والاتصال بصفة عامة والصحافة المكتوبة والالكترونية بصفة خاصة، من أهم التخصصات التي يسعى العديد من طلاب العلم لدراستها والتخصص فيها والحصول على شهادات عليا، والقيام ببحوث ودراسات علمية تسمح لهم بالاكتشاف والوصول لنتائج علمية دقيقة لفهم الظاهرة الإعلامية، والقدرة على التحكم في المتغيرات والمؤثرات الداخلية والخارجية.

فقد فتح هذا التخصص آفاقا بحثية جديدة، وذلك بالاعتماد على مناهج وأدوات بحثية من مختلف العلوم الأخرى- التشاركية- على غرار علم النفس والعلوم السياسية والعلوم الاجتماعية والإنسانية والعلوم الطبيعية، وهو ما يميز البحث في علوم الإعلام والاتصال، إضافة إلى التراكمية من خلال تبني مقاربات ونظريات عديدة وإعادة تجريبها في ظواهر إعلامية حديثة.

فالباحث في الصحافة سواء كان طالبا أو أستاذا هو بحاجة دائمة إلى تجديد مواضيع بحثه بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية والسياسية والاقتصادية والثقافية، ومقارنتها بالدراسات السابقة أو نقدها، فبعدما كان اهتمام المختصين والباحثين ينصب حول بحوث الصحافة المطبوعة على اختلافها؛ سواء ما تعلق منها ببحوث الرسالة أو المضمون أو بحوث الشكل أو الجمهور أو الوسيلة أو بحوث القائم بالاتصال، جاء اليوم تخصص جديد أنجه التطور التكنولوجي والاعتماد على الرقمية في صناعة الصحافة، وهو ظهور الصحافة الالكترونية كمجال بحثي جديد يختلف عما سبقه في المفاهيم والتقنيات لكن يتشارك معه في الأدوار والوظيفة.

ويتجلى هذا التخصص الجديد في العديد من الأبحاث والدراسات للعديد من المتخصصين في مجال الإعلام والاتصال، بهدف التعرف على هذا النوع من الصحف وتسليط الضوء عليه من خلال مواضيع مختلفة ومتباينة، وقد طرحت العديد من الإشكالات المنهجية حوله، تمثل مجملها حول ما إذا كان بالإمكان الاعتماد على نفس المناهج والأدوات البحثية المستخدمة في بحوث الصحافة، أو أننا بحاجة إلى أدوات بحثية ومقاربات ونظريات جديدة حتى نتمكن من تفسير ظواهر الصحافة الالكترونية، ومن هذا المنطلق ظهرت على الساحة مجموعتان؛ الأولى تطالب بإلغاء النظريات القديمة والمناهج البحثية بحجة عدم قدرتها على التفسير والقياس في المجال الالكتروني نظرا لخصوصيته، في حين تبرز مجموعة أخرى تطالب بإعادة إسقاط المقاربات والمناهج القديمة على بحوث الصحافة الالكترونية وتجديدها، مبررة ذلك بأن هذا النوع الرقمي أو الإعلام الجديد لم يختلف عن ما كان عليه في الصحافة المطبوعة، وأن جل الاختلاف كان في مسألتي الشكل وقوة التفاعلية. أما في مسألة التأثير والدور والوظيفة فلم تطرأ تغيرات كثيرة خصوصا وأنه لا يمكن عزل الصحافة الالكترونية عن الصحافة الورقية، وهنا وجد طالب العلم في الصحافة نفسه أمام مبدأ التراكمية مرة أخرى.

وهو المبدأ الذي اعتمدنا عليه في إعدادنا لهذا العمل الفكري الذي جاء كتتويج للعديد من الأبحاث والدراسات السابقة لمجموعة باحثين في مجال البحث في الصحافة المطبوعة والالكترونية، من أجل التعريف ببعض المفاهيم المتعلقة ببحوث الصحافة المطبوعة والالكترونية، والتي يعتمد عليها الباحث في ضبط دراساته الإعلامية، والتطرق لمجموعة من المداخل الأساسية في بحوث الصحافة المطبوعة والالكترونية، مع عرض لبعض النظريات الإعلامية التي تفتح أمام الباحث آفاقا بحثية جديدة في التخصص.

ومن هنا تبرز أهمية هذا الكتاب كإضافة معرفية أكاديمية تتناول مسألة البحث العلمي في الصحافة المطبوعة والالكترونية من زوايا ومحاور متنوعة.

وفي الأخير نأمل أن يكون هذا الجهد البسيط مرجعا علميا للباحثين في الصحافة المطبوعة والالكترونية، مع أن موضوع البحث في الصحافة قد تناوله العديد من الكتاب والباحثين  في كتاباتهم، ولكل منهم طريقته في معالجة الموضوع. أما بالنسبة لنا فسوف نقوم بعرض هذا الموضوع من موقعي كأستاذة وباحثة في علوم الإعلام والاتصال، صادفتها العديد من التساؤلات والاستفسارات من الطلبة حول كيفية البحث في الصحافة المطبوعة والالكترونية، وخاصة ما تعلق بمسألة نقص المراجع للتعرف على المداخل الأساسية المعتمدة في هذا النوع من البحوث، فعسى أن يكون مرجعا مفيدا لطلبة علوم الإعلام والاتصال.

د. حليمة عايش

13/01/2023