تفصيل

  • الصفحات : 321 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2024،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى ،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-875-2.

مقـدمـة

مدينة عمّان هي عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، وهي واحدة من أهم مدن الشرق الأوسط ليس فقط من ناحية دورها السياسي والاقتصادي، بل أيضًا من ناحية موقعها الجيوإستراتيجي الذي يتوسط الصحراء الأردنية ووادي الأردن الخصيب، مما جعلها تكتسب أهمية متزايدة منذ نشأتها التاريخية حتى وقتنا الحالي، كما تُمثل بوابة الشام وأحد أهم منافذ التجارة بين الشرق والغرب، إذ أن القوافل كانت تعبُرها حاملة تجارة الهند والصين عبر البحر الأحمر فيما كان يُعرف في ذلك الوقت بطريق البخور، وإلى جانب ذلك فإنها تعد أهم مدن خط سكة الحديد الحجازي الذي يربط دمشق بالمدينة المنورة والأراضي المقدسة، والمعروف بطريق الحج.

مدينة عمّان هي مدينة العراقة والأصالة وفي ذات الوقت هي مدينة الحداثة والانفتاح، فهي المدينة التي استطاعت جمع العديد من الاتجاهات والتوجهات للعيش المشترك، في ظل التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما استطاعت تحقيق الاندماج الاجتماعي بين مختلف الفئات الاجتماعية والمهنية لتكون المركز التجاري والإداري للأردن وقلبه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

يتضح دور مدينة عمّان بالمنطقة العربية في إعلانها عاصمة للثقافة العربية سنة 2002 لتكون بوتقة الثقافات العربية من خلال إمكاناتها المتعدّدة في تقديم الأنشطة والمهرجانات المحلية منها والعربية.

وفي سنة 2017 تم إعلان مدينة عمّان عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية، فهذا الإعلان المتتالي للمدينة يعكس مدى أهمية الدور الذي تُؤديه على الصعيد المحلي والعربي والإسلامي.

تكتسب مدينة عمّان خصوصيات تاريخية، وجغرافية، وعمرانية، واقتصادية واجتماعية تنفرد بها عن باقي المدن العربية الإسلامية، مما حفزتنا للعودة إلى الماضي التليد وقراءة صفحات التاريخ المشرف لهذه المدينة واكتشاف أسرار تطورها وتناميها في جميع الأصعدة، والتعمق في القراءات والإطلاع على المزيد من البحوث والدراسات المنجزة عليها، والتي أنارت لنا الطريق في التفكير لتقديم كتاب يتعلق بهذه المدينة، والذي اخترنا له عنوانًا: “مدينة عمّان… التاريخ، المكان والسكان” برؤية جغرافية لمجال حضري مدرك ومعاش، محاولين من خلاله تحليل مختلف عناصر المكان الذي توضعت عليها المدينة والذي أكسبها العديد من الصفات، لعل من أهمها صفة مدينة “أم سبع جبال”، بالإضافة إلى تحليل الأبعاد الإنسانية في المدينة انطلاقًا من السكان والوظائف الحضرية الأخرى واستخدامات الأرض التي تميزها، وذلك في أحد عشر فصلاً متكاملة حول مدينة عمّان في بعديها المكاني والإنساني.

اهتم الفصل الأول بتوضيح الخصائص المكانية لموقع مدينة عمّان وإبراز أهميته الجيوسياسية والإقليمية، بالإضافة إلى خصائص الموضع التضاريسية والمناخية.

وقد ركز الفصل الثاني على الأبعاد التاريخية لنشأة مدينة عمّان باعتبارها تُمثل وزنًا تاريخيًا بارزًا في الشرق الأوسط عبر مراحل زمنية متعاقبة، منذ العصر القديم، ثم العصر الإسلامي وصولاً إلى العصر الحديث.

وفي الفصل الثالث تم التطرق إلى تحليل مراحل التوسع العمراني للمدينة منذ النشأة حتى وقتنا الحالي باعتبارها مدينة متنامية ذات ديناميكية متسارعة، وهو ما تؤكده معدلات الاستهلاك المكاني.

أما الفصل الرابع فقد اهتم بتوضيح التنظيم المكاني لمدينة عمّان بتحليل مختلف التباينات القائمة بين الجهتين الشرقية والغربية باعتبارها مدينة للعيش المشترك، والتي تدّعمت من خلال مختلف التدخلات العمرانية في كلا النسيجين.

بينما الفصل الخامس تناول سكان المدينة وتحليل العوامل المؤدية إلى تزايده بمعدلات مرتفعة، والتي تبرز فيه الهجرة الوافدة كأحد أهم العوامل، بالإضافة إلى تطور معدل النمو السنوي ونصيب الزيادة الطبيعية وصافي الهجرة، وكذا الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للسكان.

في حين ركز الفصل السادس على السكن باعتباره أهم الوظائف الحضرية بالمدينة، حيث تم تحليل مختلف العوامل المؤثرة في توزيع السكن، وكذا التوزيع المكاني للسكن تبعًا لنوع الإسكان والنمط والتي يخضع للظروف الاقتصادية والاجتماعية لمستعمليه.

أما الفصل السابع فقد اهتم بالتجارة في مدينة عمّان من خلال توضيح نمط التوزيع المكاني للأنشطة التجارية، إلى جانب تحليل خصائص المركز التجاري التقليدي للمدينة، والشوارع التجارية الكبرى والمركز التجاري الحديث، دون أن ننسى المولات التجارية.

وفي الفصل الثامن تم التطرق إلى الصناعة والخدمات في مدينة عمّان باعتبارها مكان للتركز، من خلال توضيح أهمية القطاع الصناعي بالمدينة وكذا توزيع المناطق الصناعية، بالإضافة إلى تحليل الخدمات باختلاف أنواعها.

وقد اهتم الفصل التاسع بشبكة الطرق والنقل في المدينة، مركزًا على أهم الشوارع الرئيسة المهيكلة للمدينة، والدواوير المرورية التي تعلب دورًا هامًا في توزيع حركة المرور لتفادي الاختناقات، مع توضيح لنظام النقل الحضري في المدينة بأنماطه المختلفة بمراعاة البعد الإنساني.

بينما الفصل العاشر تناول السياحة في المدينة بأنواعها المختلفة من خلال مقوماتها المتعددة التراثية، الثقافية، الدينية، العلاجية، الرياضية…

ويأتي الفصل الحادي عشر، ليبيّن خصائص التخطيط الحضري لمدينة عمّان عبر مراحله المختلفة والعوامل المؤثرة فيه، والتي ساهمت بشكل مباشر في ظهور الخطة التطويرية لنمو مدينة عمّان المتروبوليس لآفاق 2025.

وفي هذا الإطار، لا بد من الإشارة بأننا لا ندعي لأنفسنا الريادة، بل سبقنا في ذلك العديد من الباحثين من خلال أبحاثهم ودراساتهم القيّمة التي تناولت مدينة عمّان، والتي كانت لنا سندًا مهمًا ومنيرًا في إعداد هذا الكتاب، وهم كثيرون: حسن صالح، خليف مصطفى غرايبة، عثمان محمد غنيم، مريم عبابسة، نوفان رجا الحمود السوارية، أنور محمد المناصرة، كايد عثمان أبو صبحة، محمود العبادي، موسى سمحة، حمزة الخوالدة، يوسف غوانمه، جودة قسوس، مريم نوفل، نبيل أبو ضياء، سميح الرواشدة، بسّام صالح، ميس الجعفري، رامي الشوابكة، خديجة درمام، نسيم برهام، سعد الأسعد، ثائر مطلق عياصرة… وغيرهم، لذلك فقد وجدنا أن من الوفاء لهم مواصلة العطاء تكملة لمشوار بدؤوه ومساهمة بسيطة منا.

وقبل أن نختم هذه المقدمة، وكما اعتدنا دائمًا أن نطمئن القارئ بأننا نرحب بأية ملاحظات يمكن الاهتداء إليها في طبعة لاحقة.

نسأل الله الخير والصلاح، ومن الله التوفيق.

المؤلفان.