تفصيل

  • الصفحات : 131 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2024،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى ،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-721-2.

مقدمة:

كثيرا ما نتلقى العديد من الأسئلة من أصحاب المعارف الأخرى؛ حول كيفية دراسة الفلسفة وتلقيها، وما أنجع الطرق المناسبة لتحقيق ذلك ؟ ولعل الجواب فيما نعتقد أن تاريخ الفكر الفلسفي واسع وممتد عبر قرون متواصلة في الحضارات الإنسانية، يمكن تحصيل هذا المبتغى من خلال مطالعة الكتب المدونة في تاريخ الفكر الفلسفي، لكن ذلك يحتاج أيضا لعرض آخر متمم ومكمل، حتى تكون الفائدة شاملة وكاملة ومتحققة بما يتلاقى مع روح العصر الذي نعيشه، ومن ثمة كان هذا المؤلف الذي نراه مناسبا لهذا الاتمام والاكمال.

وقد تضمن هذا الكتاب سلسلة من المحاور التي قدّمناها طيلة سنوات في مقياس مدخل إلى الفلسفة العامة، مع طلبة السنة أولى، وذلك وفقا للبرنامج المقرر من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مع الكثير من الإضافات المفيدة، وقد توخينا في عرض هذا الكتاب بحث أن لا نخل بطريقة العرض، وأن لا نوردها بالإيجاز المُقل،  بل نتعرض لأهم الأفكار الأساسية التي نراها ضرورية للقارئ الكريم والمتلقي مهما كان تخصصه.

كما أننا قد توسعنا في بسط المعارف وتوضيحها بأسلوب نراه سهلا بسيطا، بعيدا عن التعقيدات اللغوية للفكر الفلسفي قصد جذب ونلفت انتباه القارئ لأهمية الفلسفة، وما يحمله من معارف انسانية مهمة وضرورية، تكون كمقدمة فيما بعد للتخصص، أو عونا للمتلقي على تنمية معارفه الخاصة في الفلسفة، وربطها بباقي الفروع المعرفية الأخرى كالعلوم الاجتماعية والإنسانية.

إن الدارس للفلسفة العامة، يحتاج إلى أن يجمع بعض الجوانب المهمة من تاريخ الفكر الإنساني الفلسفي؛ لذلك كان التركيز على استهداف الغايات والأهداف التي نراها مهمة تقتضيها تعليم الفلسفة.

أما بالنسبة لأهداف التعليم التي راعيناها في وضع هذا المؤلف فيمكننا حصرها في النقاط التالية:

1-عرض أهم الأفكار الكبرى في تاريخ الفكر الفلسفي، ابتداء من العصر اليوناني إلى العصر الحديث بشكل موجز غير مخل.

2-إبرزا المفاهيم الفلسفية الكبرى المتعلقة بالأسئلة الوجودية، التي تلازم كل ذات عارفة في هذا العالم، فالطالب يجد نفسه مندمجا مع تلك المعارف التي لها علاقة بالحياة الواقعية.

3-بإمكان القارئ الكريم بعد أن يتناول المحتوى الموجود في هذا الكتاب أن يكوّن تصورا معرفيا حول تاريخ الفلسفة، ويُلِم بأهم المفردات العامة التي يشغل عليها البحث الفلسفي، ومن ثم يمكنه أن يحرر مقالا فلسفيا، وفقا للإطار المعرفي الذي تناوله دراسة الفلسفة.

4- المفترض من المتلقي أيضا بعد تناوله لهذا الكتاب أن يكوّن له مدخلا متكاملا ومرتبطا بباقي الفروع المعرفية الأخرى التي لها صلة وشيجة بالفلسفة، وذلك كعلم الاجتماع وعلم النفس، وعلم الاقتصاد، وعلم التاريخ، فيدرك العلاقة التكاملية وبين العلوم والخادمة لبعضها البعض.

كما أن القارئ يحتاج للمعارف المسبقة التي تم تحصيلها؛ أن يكوّن تصورا شاملا متكاملا حول جملة الثقافات وتاريخ الأفكار في العالم، وكذا أهم التيارات الفكرية السائدة على الصعيد الفكر الإنساني والمؤثرة في السيرورة التاريخية، وكما لا يمكنه أن يهمل تاريخ الأديان والحضارات الإنسانية، الحضارات الشرقية القديمة (الهندية والصينية والبابلية والفارسية) والمصرية واليونانية وغيرها من تاريخ الحضارات حتى يؤسس تصورا فكريا وثقافيا رصينا، يمكن من خلاله أن يُتَمِمَ ما تناوله من محتوى والتوسع من خلال المطالعة والقراءة الجادة في الموسوعات والكتب المتخصصة، ليكوّن ويبني ذاته بناءا معرفيا سليما ومتكاملا.

وقد جاءت هندسة هذا الكتاب لتحقيق الغرض المشار إليه أعلاه كما يلي:

تضمن المحتوى سبعة مراحل وهي كالآتي:

1-المحور الأول: مداخل تمهيدية حول مفهوم الفلسفة والحكمة تناولنا فيه مفهوم الفلسفة، وابراز سبب الاختلاف حول تحديد المفهوم، وايضا تحديد أهمية الأسئلة الفلسفية الكبرى المتعلقة بالوجود الإنساني.

2-المحور الثاني: الفلسفة قيمتها ومقاصدها ووظيفتها، حددنا فيه الجدل الحاصل حول قيمة الفلسفة، والوظيفة الإجرائية للفيلسوف.

3-المحور الثالث: مباحث الفلسفة ومناهجها، حيث انصب اهتمامنا بتوضيح أهم الموضوعات الكبرى للفلسفة، كما توسعنا في ذكر المناهج التي نحسب أنها ضرورية لعملية التفكير والتفلسف.

4-المحور الرابع: خصائص الفكر الفلسفي، بما يقتضيه روح التفلسف من عمق ونقد وشمول لكلي لجوانب الحياتية والعلمية للإنسان .

5- المحور الخامس: علاقة الفلسفة بالعلم، وهنا أشرنا إلى ابراز الفرق بين العلم والفلسفة، وطبيعة العلاقة القائمة بينهما في هذا العصر.

6-المحور السادس: الفلسفة والعلوم التجريبية، كان اهتمامنا هنا إلى كشف العلاقة المتوترة بين اصحاب النظرة الاصولية العلمية، وبيان وجه الارتباط الضروري والمهم بينهما.

7-المحور السابع: علاقة الفلسفة بالعلوم الانسانية، وكما نعلم أن العلوم خاصة الانسانية ولدت من رحم الفلسفة، فلا قيام لعملية التفكير خارج عملية التفلسف ومناهج الفلسفية الحتمية.

و في الأخير كانت الخاتمة التي تضمنت حوصلة حول ما جاء في هذا المؤلف.