بسم الله الرحمن الرحيم

اِستهلال

الحمد لله رب العالمين نحمده ونستغفره ونستعينه، ونصلي على رسول الإسلام محمد الذي بينَ كتاب الله أوضح بيان فأدّى الرسالة وحفظ الأمانة كما نصلي على اَله وصحبه أجمعين أما بعد…

شاء الله سبحانه وتعالى أن أضع بين يدَي قارئ هذا المؤلف الموسوم بنقل وزرع الأعضاء البشرية بين المسؤولية القانونية والضوابط الشرعية فمن خلال العمل  الطبي والقضائي يتجلّى لكل معني ومهتم بالدراسات القانونية والقضائية أي بالدرجة الأولى لكل رجال القانون والأطباء والباحثين في مختلف الشعب والتخصصات ومن ورائهم كل مواطن مهتم بالحريات الفردية وحقوق الإنسان، أن صميم العمل الطبي والنتيجة التي ينتظرها الجميع من الطبيب وهو يباشر عمله في تشخيص أو إجراء عملية جراحية للمريض متوقفة على بذل عناية الرجل الحريص أثناء مزاولته لمهامه قصد الوصول إلى النتيجة المرجوة من المريض وهي الشفاء.

حيث اِتبعت في عرض المواضيع المتعلقة بنقل وزرع الأعضاء البشرية بين المسؤولية القانونية والضوابط الشرعية الطريقة والمنهج المقارن بين القانون الجزائري والتشريعات الأجنبية وكذا موقف الشريعة الإسلامية على ضوء القراَن والسنة النبوية والإجماع وأوردت بعض من الحالات تتعلق بنقل الأعضاء البشرية كما قمنا بالتفرقة بين نقل الأعضاء البشرية مابين الأحياء ومن الأموات إلى الأحياء، مع تطرقنا إلى مختلف المراجع والمصادر التي تم الاِقتباس منها وتم الإشارة إليها في مؤلفنا حتى يستطيع الباحث الرجوع إليها عند الحاجة، لاسيما وأن هناك دراسات سابقة تتعلق بموضوع نقل وزرع الأعضاء البشرية حيث تناول الكثير من الباحثين هذا الموضوع ونذكر منهم على سبيل المثال، رسالة الدكتوراه لسميرة عايد الديات والتي كانت بعنوان نقل وزرع الأعضاء البشرية بين الشرع والقانون حيث تطرقت في الباب الأول إلى مدى شرعية نقل الأعضاء من الأحياء للغير بينما خصصت الباب الثاني إلى نقل الأعضاء من الموتى وكذالك رسالة الماجستير لرأفت صلاح أبو الهيجاء بعنوان مشروعية نقل الأعضاء البشرية بين الشريعة والقانون حيث تناول فيه موقف الشريعة والقانون من إباحة النقل من ميت إلى حي، وتحديد لحظة الوفاة…

وعلى هذا الأساس راعيت في مؤلفي الإيجاز دون الإخلال في بعض المواضع حيث يجب عدم الإطناب، كما أسهبت في مَوَاضِع أخرى مما يقتضي هذا الإسهاب والبسط دون إغراق التفاصيل والفروع، وقد تَوَخَيت فيما أوجزت وأسهبت سهولة العبارة وسلاستها ووضوح معناها لأن العبرة بالمعاني وليس بالألفاظ والمباني.

كما أننا لم نستهدف بنشر هذا المؤلف حاجة طلاب العلم فقط بل قصدنا أيضا فائدة رجل العمل الذي بدوره يستطيع الرجوع بسهولة ويُسْر لمعرفة حكم القانون في مسألة معينة في وقتٍ قصير دون أن يَغرق في الجدل الفقهي أو يتُوه بين الأحكام القضائية.

نسأل المولى عز وجل أن يُحقق هذا المؤلف ما رجوته به من فائدة لكل من يعمل في مجال القانون أو الطب أو العلوم الإنسانية والاِجتماعية وبصفة عامة لكل الطلبة والباحثين وأن يسدَ الفراغ في المكتبة القانونية.

عن المؤلف: مدان المهدي باحث دكتوراه

كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة ابن خلدون،تيارت