تفصيل

  • الصفحات : 170 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2023،
  • الغلاف : غلاف مقوى ،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-576-8.

تعد الجامعة نظاما من النظم الاجتماعية المتميزة في المجتمع وأهم صرح للتعليم والبحث والتطوير، وكذا البناء وإنتاج القدرات العلمية والمعرفية للمجتمع، كونها من أهم المؤسسات التنظيمية الرسمية التي تقع على عاتقها مهمة التربية وترشيد المجتمع، ولذلك نجد أن التعليم العالي يكتسب مكانة متميزة في المجتمعات، باعتباره من أهم الركائز الأساسية التي توفر للمجتمع كل متطلباته من طاقة بشرية تسهم بدورها في تنميته وتطويره  في شتى مجالات الحياة المختلفة، كما يساهم أيضا في نشر المعرفة من خلال عملية التدريس وتطبيق مناهج المعرفة كحل مشكلات المجتمع بواسطة الأبحاث والدراسات التي يقوم بها.

وبالنظر للجامعة كونها مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي، ووسيلة أساسية من وسائل التنمية العلمية والثقافية، تؤهل الفرد وتكونه في شتى العلوم والتخصصات الاقتصادية والاجتماعية…الخ، لغرض تلبية وتوفير حاجيات المجتمع، ولا يكون ذلك إلا من خلال البحث باعتباره جانب التدريس وخدمة المجتمع من أهم وظائف الجامعة، فهو يمثل بالنسبة لأي دولة استثمار في غاية الأهمية في بداية الأمر كونها تشمل كل جوانب النشاط الأساسي انطلاقا بالبحث النظري مرورا بالبحث التطبيقي وصولا إلى أفكار جديدة، لذلك كان لزاما على هذه الأخيرة أن توفر وتخصص أماكن في مؤسسات التعليم العالي للقيام بعملية البحث العلمي وتنميته وتوفير المناخ الملائم للباحثين للعمل في ظروف مهيأة ومريحة، إضافة إلى توفير كل الإمكانيات المادية والمالية والتجهيزات لغرض البحث دون إغفال نصيب الباحثين من عملية البحث وذلك عن طريق تشجيعهم وتحفيزهم من خلال تحسين ظروفهم داخل هذه المؤسسات والمتمثلة أساسا في المراكز والمختبرات، وكذلك ظروفهم الاجتماعية من سكن وراتب وغيرها من الاحتياجات.

فالنهوض بالمجتمع وتنميته لا يكون إلا من خلال البحث العلمي، وهذا الأخير بدوره لا يكون إلا من خلال توفير كل متطلباته انطلاقا من الباحثين مرورا بالإمكانيات والأجهزة وصولا إلى التنمية والتطور، ومما لا شك فيه أن لكل بلد جامعات ولكل جامعة وظائف معينة وأهداف محددة تقوم بها تسعى إلى تحقيقها، حيث نجد أن هذه الوظائف تختلف باختلاف طبيعة المجتمع وخصائصه، لذلك نجد أن الجامعة الجزائرية أولت هي الأخرى اهتماما بالغا في الآونة الأخيرة بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي إيمانا منها بدوره في تنمية المجتمع وجميع المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها، من خلال توفير كل الإمكانيات والمتطلبات من مراكز ومخابر بحثية وباحثين جامعيين ذوي كفاءة وقدرة علمية متميزة، وكذلك من خلال إقامة علاقات بينها وبين باقي المؤسسات الاجتماعية الأخرى الاقتصادية والاجتماعية…الخ، حتى تصل بالمجتمع في نهاية المطاف إلى درجة عالية من التقدم والازدهار ومسايرته لجميع التغيرات الحاصلة في مختلف دول العالم، وهذا طبعا وفق الاستراتيجيات العالمية الرائدة، وهذا المجال يعمل على سد الفجوة العالمية الفاصلة بينها وبين العالم، وأي تقصير أو إهمال يؤدي بالضرورة إلى تراجع مستوى البحث العلمي، مما يؤثر على تنميته وتطويره البحث العلمي ومكانة الجامعة والمجتمع، فتؤدي إلى بروز معوقات من شأنها تمنع الباحثين من أداء رسالتهم البحثية على مستوى المخابر البحثية، ونظرا لأهمية البحث العلمي ودوره الفعال في المجتمع سنحاول أن نتعرض من خلال هذا الموضوع الى “واقع البحث العلمي والباحث الجامعي في الجامعة الجزائرية بين انتاج المعرفة العلمية ومعوقاتها”