تفصيل
- الصفحات : 88 صفحة،
- سنة الطباعة : 2024،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى ،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-797-7.
“اندلعت الثورة في غرّة الأول من نوفمبر 1954 وشملت لأول مرة منذ الاحتلال الفرنسي للجزائر في 1830 جميع ربوع البلاد وكان ذلك أحد الأسباب الرئيسية لانتصارها، وصارت في كل عام تكبر ويزداد لهيبها، ويتضاعف عدد رجالها ويتحسن تنظيمها وتسليحها ويتعاظم التأييد الشعبي والدولي لها، حتى صارت واحدة من أكبر الثورات إن لم نقل أكبر *ثورة في القرن العشرين”.
العقيد الطاهر زبيري[1]
المُتتبع لتاريخ الجزائر، يُدرك مدى نضال شعبه وجيشه رغم صعوبة الظروف وعدم توفّر الإمكانيات الضرورية، لكنّه رغم ذلك تمكّن من خوض أكبر ثورة في القرن العشرين، الثورة التي تحوّلت إلى مثال يُحتذى به في بقية دول العالم، فكانت بمثابة المفاجأة التي هزّت استقرار الاستعمار الفرنسي وأعطته درساً في حبّ الوطن والتضحية من أجله، بل قدّمت درساً لكل المُستَعمِرين بأنّ تقرير المصير حق يؤخذ بالقوة مهما كانت الظروف، والقوة هنا تشمل قوّة الأفكار والتخطيط الإستراتيجي قبل أن تشمل قوة السلاح.
وكما قال جمال عبد الناصر: “تحقق الثورة الجزائرية كافة مقومات تطبيق المفاجأة سواء في التخطيط والتحضير وإعداد المناضلين الذين تعاهدوا على أن يقدموا أرواحهم ودمائهم من أجل شرف تحریر شعبهم من خلال إيمان لا يتزعزع بأن الله سبحانه وتعالى سيكون في عونهم ويرعاهم لأنهم طلاب حق وعدل بعيدا عن أي تطلع شخصی لمكسب ذاتي أو سعيا وراء سلسلة دنيوية بل كان رائدهم الاستشهاد من أجل تحریر شعبهم وتأمين عقيدته الإسلامية ضد كل محاولات التبشير التي اتسمت في بدايتها بالترغيب وانتهت بأسلوب الإرهاب المتجرد من كل القيم الإنسانية والأخلاقية البعيدة كل البعد عما حرصت كل رسالات السماء على النهي عنه”[2].
لقد كانت الثورة بقيادة أتقنت عملها، بالإضافة إلى كسبها ثقة الشعب الذي قرّر إخراج الاستعمار الفرنسي من بلاده بكافة الطُرق اللينة والصلبة، وبالتأكيد هي قوة مشروعة هدفها الحفاظ على الوطن وحماية شعبه من الظُلم الذي عايشه طيلة فترة الاستعمار.
فالثورة الجزائرية ما بين (1962-1954)، حركة شعبية بقيادة ضد سلطة غير شرعية (الاستعمار الفرنسي)، اصطلح عليها الباحثون بـــ “الثورة التحريرية”، استخدمت وزاوجت القيادة الثورية فيها بين العمل السياسي والعمل المسلح، كانت قد بدأت بالعمل المسلح لكي تضغط على المستعمر الفرنسي، الذي أرغم الجزائريين على استعمال العنف، وهو عنف شرعي، بعد أن فشلوا في إسماع صوتهم بالطرق والأساليب السلمية، فالعنف كان مجرد وسيلة لتحقيق أشرف غاية، ألا وهي الاستقلال، بعد أن فشلت السلمية مع المستعمر الفرنسي[3].
1/ الإشكالية
انطلاقاً مما سبق تتمحور الإشكالية حول أهمية الأفكار، فكل شيء يبدأ بفكرة، وهكذا تمخّضت ثورة أول نوفمبر 1954، كــفكرة مُحكمة التخطيط والتنفيذ، حيث بثّت الرعب في صفوف الاستعمار الفرنسي، ومنه ما هي الأبعاد الفكرية لثورة الفاتح من نوفمبر 1954؟ وما مدى تأثيرها؟
2/ الفرضية
أول نوفمبر امتداد لفِكر ارتبط بتقديسه للحرية والعيش في كنف الاستقلال، وعليه وُلدت الثورة من رحم فكرة انبثقت عنها الانتصارات
3/ الأهداف
4/المناهج
اعتمدنا في بحثا على المنهج التاريخ من أجل رصد أبرز محطات ثورة التحرير الجزائرية، انطلاقا من بيان أول نوفمبر 1954، وما تلاها من محطات للعمل السلمي وصولا للعمل المسلح، وفي هذا الإطار تمّ الاعتماد على المنهج الوصفي من أجل وصف حال الوطن والمناضلين وقادة الثورة ومسيرتهم في زعزعة استقرار الاستعمار الفرنسي على أرض الجزائر التي دافع عنها أبناؤها، فعلّموا المُستعمِر أنّ كل ما يُبنى على مبادئ وأخلاق يكون ذا نتيجة مبهرة، وهكذا كانت ثورة أول نوفمبر 1954، ذات أبعاد ومبادئ يشهد لها التاريخ.
5/ الدراسات السابقة
1/ الديب، فتحي. عبد الناصر وثورة الجزائر. (القاهرة: دار المستقبل العربي، 1984). تكمن أهمية هذا الكتاب، باعتباره مصدراً غنياً بالمعلومات التاريخية التي تُبرهن على مدى تأثير ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 خارج الحدود الجزائرية، إذ يوثّق هذا الكتاب المساعدات التي قدّمها الرئيس المصري جمال عبد الناصر من سلاح وذخيرة مُساندة لثورة التحرير الجزائرية. وما يميز كِتابنا، أنّه اعتمد على الجانب الفكري، باعتباره محوراً مهماً في بناء الوعي المُجتمعي، وهذا ما نجحت فيه ثورة أول نوفمبر 1954 من خلال المبادئ التي تضمّنها بيان أول نوفمبر، الذي ساهم في تقوية روح التضامن في صفوف الشعب فالثورة نجحت في الانتقال من الكفاح السلمي إلى العمل المسلح المشروع، دون التخلّي عن مبادئها الإنسانية والأخلاقية.
2/ مياد، رشيد. “مبادئ وأبعاد من بيان أول نوفمبر 1954م”. مجلة مصداقية، ع.1، مج.2، 2020. تكمن أهمية هذه الدراسة العلمية في توثيقها للمحطات التاريخية التي اجتمع فيها مختلف القادة والمناضلين، وما ميّز اجتماعاتهم ونقاشاتهم هو مبدأ التشاور الذي كان أساسه الدفاع عن الوطن ضدّ الاستعمار الفرنسي. وقد اعتمدنا هذه الدراسة من أجل إثراء رصيدنا من المعلوماتِ، خاصة أنّه يقوم على قوة الأفكار في بناء وعي الأفراد والشعوب وهذا ما برهن عليه مبدأ التشاور، وأثبتته مبادئ البيان، فثورة الفاتح نوفمبر 1954 من أكبر الثورات في القرن العشرين المؤثرة بأفكارها على مختلف شعوب العالم التي عانت من ويلات الاستعمار.
6/ الخطة
المحور الأول: بيان أول نوفمبر 1954(الماهية والأهداف)
1/ ماهية ببيان أول نوفمبر 1954
2/ أهداف بيان أول نوفمبر 1954
المحور الثاني: ثورة أول نوفمبر(بين السلمية والكفاح المسلح)
1/ الاتجاه السلمي في ثورة نوفمبر 1954 وتبلور فكرة العمل المسلح
2/الكفاح المسلح وثورة نوفمبر 1954
المحور الثالث: ثورة نوفمبر الجزائرية: آراء وأفكار
1/ رأي جان بول سارتر في الثورة الجزائرية
2/ رأي فرانز فانون في الثورة الجزائرية
3/ رأي فرانسيس جانسون في الثورة الجزائرية
الخاتمة
الملاحق
قائمة المراجع
[1] الطاهر زبيري، نصف قرن من الكفاح: مذكرات قائد أركان جزائري، (الجزائر: الشروق للإعلام والنشر، 2011)، ص.8.
* رفض مصالي الحاج أن تفجر الثورة باسمه قبل أن يقضي على خصومه، بينما حاول المركزيون إقناع مجموعة ال22 بالعدول عن تفجير الثورة حتى لا يعاني الجزائريون – حسب رأيهم – مجددا كما حصل في مجازر 8 ماي 1945 التي أبيد فيها 45 ألف جزائري في أيام معدودة. لكن كل هذه المثبطات لم تنل من عزيمة الثوريين الذين حسموا أمرهم بتفجير الثورة مهما كان الثمن، حتى إنّ محمد بوضياف قالها صريحة أمام جميع من مناضلي حركة انتصار الحريات الديمقراطية: “سنفجر الثورة بكم أو معكم أو حتى ضدكم إن اقتضى الأمر… سنفجرها ولو مع قردة الشفة، أُنظر: الطاهر زبيري، نصف قرن من الكفاح: مذكرات قائد أركان جزائري، مرجع سابق، ص7.
[2] فتحي الديب، عبد الناصر وثورة الجزائر، (القاهرة: دار المستقبل العربي، 1984)، ص.51.
[3] قواسمية عبد الكريم، الثورة الجزائرية ومسألة بناء الدولة مابين 1962-1978، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في تخصص تاريخ الحركة الوطنية والثورة الجزائرية، (سيدي بلعباس: جامعة جيلالي اليابس، 2017-2018)، ص.33.