تفصيل
- الصفحات : 227 صفحة،
- سنة الطباعة : 2023،
- الغلاف : غلاف مقوى ،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-700-7.
لقد تنبّه ايمانويل كانط الى ضرورة “سعي الإنسان المستمر للتحرُّر من حالة الوِصاية التي يتحمل هو نفسه مسؤولية الخضوع لها. وتتجسّد هذه الحالة باعتبارها تمثل قصوراً وعجزاً عن إعمال الفرد لقدرته على التفكير والفهم بدون خضوعه لتوجيه وسلطة الغير “
فالفلسفة-كما رأى ماركس- ليست خارجة عن الواقع… وبما أن كل فلسفة حقيقية هي زبدة زمانها فلا بد أن يحين الوقت الذي يكون فيه للفلسفة عقد مع واقع عصرها وعلاقات متبادلة بينها وبين هذا الواقع لا من الداخل فقط من حيث محتواها بل وأيضا من الخارج من ناحية مظاهرها، وعندها لن تعود الفلسفة تضاربا بين المذاهب بل مجابهة للواقع أي فلسفة العالم الحاضر“
والفلسفة كتفكير في الحاضر أو خطاب حول اليومي تستمد قيمتها ووجودها وأهيتها من ارتباطها بواقعنا، ومتى اغفلت المجتمع وقضاياها وتعالت على اهتماماته تحولت لمجرد أحاديث جوفاء منقطعة الصلة،غريبة غربة متعاطيها نفسه. إن الفلسفة بهذا المعنى ليست لغوا فكريا، بل هي محاولة لفهم الرّاهن وفتح آفاق رحبة لوجود يجد فيه الانسان انسانيته من جديد.
وانطلاقا من هذه الرؤية التي تجعل من فعل التفلسف خاصية ملازمة للوجود الانساني عموما، وأسلوب لمواجهة الواقع بتناقضاته والكشف عن مباني الرؤى التي أثلت لسيرورة تعاطي الفكر الفلسفي مع مشكلات الوجود في عمومه، وعلاقته بالشأن الانساني جاءت أشغال هذا اليوم الدراسي لتحقيق جملة من الأهداف والمقاصد وعلى رأسها تكوين الطالب على الروح الفلسفية، بما يساعده على التعرف على الجوانب العلمية والبحثية المرتبطة بالتكوين الاكاديمي عموما. وتعزيز الجانب المرتبط بتكوين معمق للطالب المتخصص في الفلسفة خصوصا، حتى نمكنّه من القيام بأنشطة البحث في هذا المجال المعرفي، ونساهم في تقوية ملكاته النظرية والمنهجية بشكل يمكنه من التحكم في ميكانزمات البحث الأكاديمي والتعرف على مناهج البحث الفلسفي وطرق توظيفها في الكتابة الفلسفية.
غليزان في :06/10 /2022