تفصيل

  • سنة الطباعة : 2019،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-691-84-6.

لما كانت المنافسة بين المنظمات العالمية والوطنية وحتى المحلية اليوم تعتمد أساسا على المعلومة أولا، ضمن ما يعرف حاليا باقتصاد المعرفة، فإن هذه المنظمات مرغمة على توفير وجلب أهم العناصر البشرية المتاحة في سوق العمل والعمل على تطويرها وتحفيز الروح الإبداعية فيها مع إدارة نظام متكامل يعنى بالحفاظ والاحتفاظ بهذا المورد الأساسي، الذي يعتبر بحق أساس التنافس المذكور وسببا ضروريا لتحقيق السبق في شتى المجالات، ولا يتأتى لها ذلك إلا من خلال البدء بالتحكم والإدارة الجيدة لعملية توفير هذا المورد الحساس بشكل متواصل وكفء في إطار نظام علمي متخصص داخل إدارة الموارد البشرية يعنى بإدارة إجراءات التوظيف وفقا لما خطط لها.
من الغايات التي ترمي إليها إدارة الموارد البشرية في عملية التوظيف تحقيق جودة مدخلات نظام التوظيف، والعمل على اكتشاف الطاقات البشرية المؤهلة لشغل الوظائف الشاغرة، وعلى الاستفادة منها على أكمل وجه، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال الحيلولة دون حدوث انحرافات أو اختراقات لهذا النظام، وعلى وجه التحديد الابتعاد قدر الإمكان عن الذاتية في الأحكام، والتقرير حسب العلاقات الاجتماعية والمحاباة والمحسوبية وغيرها.
وترتكز أهمية التوظيف على كون أن أي خطأ يطرأ في أي مرحلة من مراحل وإجراءات التوظيف والذي ينجر عنه توظيف الشخص غير المناسب يكلف المنظمة كثيرا بسبب صعوبة التدارك اعتبارا لقانون العمل ومقاومة النقابات، كما يعتبر هذا الخطأ أبرز ما يشوب عمل المنظمات المعاصرة، فهو وصول الأشخاص غير المناسبين إلى المناصب غير المناسبة، ليتولى المسؤولية فيها من هم أقل كفاءة من متطلبات الوظائف الشاغرة، والأدهى أن هذا النوع من الفساد هو فساد تراكمي، بمعنى أنه يمهد لفساد آخر في مجالات مختلفة؛ فالأمر قد وكل لمن هو ليس أهلا له، ولا يقدر عمله حق قدره، ليستمر التوظيف بالطرق غير المشروعة.
ويعد الولاء للعلاقات الشخصية -التي تتعدى خطوط اتصالاتها ودوافعها القوانين الرسمية للمنظمات التي تشغلها- داخل وخارج المنظمات، ضمن ما يعرف بالتنظيمات غير الرسمية من أهم أسباب انحراف التوظيف عن الأسلوب العلمي وعن القرار الصحيح، على الرغم من كون هذه التنظيمات غير الرسمية ظاهرة إيجابية موجودة في كل المنظمات على اختلاف أحجامها وأنشطتها، بل لا يمكن القضاء عليها ولا الاستغناء عنها، وتعمد الكثير من القيادات في المنظمات الحديثة إلى استغلال مزايا تلك التنظيمات غير الرسمية، بل إلى تكوينها أحيانا عمدا بحنكة سياسية وتبنيها لما لها من دور في توطيد العلاقات بين العاملين نحو ما يعرف حديثا بالإدارة الأبوية، وبذلك تكون هذه المنظمات الناجحة عرفت كيف تدير التنظيمات غير الرسمية فيها.