تُمثلُ هذهِ المَطبُوعةُ البيداغُوجيةُ مجموعةَ محاضراتٍ، عدَدُها أربعَ عشرةَ مُحاضرةٍ، قُدّمت لطلبةِ السنةِ الثانيةِ ليسانس (ل م د)، تخَصصُ: دراسات نقدية / دراسات لغوية، التزمنَا فِيهَا بمُفرداتِ المادةِ المقررة وزاريا، بتبسِيطِ مناهجِ النقدِ وقضاياهِ، لطلبَةِ هذهِ المرحلةِ التعليميةِ، نظرًا لصُعوبةِ استيعابِهم لهَا، وهذَا ما فرضَ طريقةً خاصةً في تقديمِ المادةِ العلميةِ، وذلكَ من خلالِ: تبسيطِ المُصطلحاتِ والمفاهيمِ الرئيسيةِ المُرتبطة بهذهِ المناهجِ النقديةِ، بالوقوفِ على المرجعياتِ المعرفيةِ والفكريةِ، التي شكّلت هذا الصَرحَ المنهجِي، وتقديمِ الشروحِ في الهوامشِ والإحالاتِ.

هذا الجهدُ العلمي لم ينشأ من فراغٍ، بل اُعتمِدَ  في تحريرهِ على مجموعةٍ مُعتبرةٍ ومُتنوعةٍ مِنَ المصادرِ والكتبِ والمؤلفاتِ، التي اشتغَلت في الموضوعِ نفسهِ، وكانت السباقة لطرحِ قضاياهِ، سواء عربية أو مترجمة.

تأسيسًا على ما سبقَ تشكّلت محاورُ هذه المحاضراتِ في مادةِ “النقدِ العربِي المُعاصرِ“، التي قُدّمت لطلبةِ السنةِ الثانيةِ ليسانس (ل م د)، تخَصصُ: دراسات نقدية  – السداسي الرابع-، وقد تم تقديمها خلال المواسِم الجامعية: (2016/2017)-(2017/2018)  (2018/2019).

تَسعَى هذهِ المُحاضراتُ إلى الكشفِ عن جُملةِ المناهجِ النقديةِ المُعاصرةِ، على اختلافِ أُسُسِها الفلسفيةِ والمعرفيةِ، وعن أهمِ مقولاتِها واتجاهاتِها وأعلامِها، عندَ الغربِ وعندَ العربِ، ليكونَ الهدفُ الأسمَى من وراءِ هذا الكَشفِ، معرفةُ الطالبِ للمنعرجِ الفِكري والمَعرفي للنقدِ الغربي المُعاصرِ، كما تكشفُ هذهِ المُحاضراتُ عن توسعِ مجالِ الدراساتِ النقديةِ المُعاصرةِ، وثرائِها معرفِيًا ومُصطلحِيًا، وكذا الوقوفُ عند أهم إيجابياتِ هذه المناهجِ في مقاربةِ وتحليل النصوصِ، دون إغفال مآخذِها وعيوبِها.

وفي الأخير نرجو أن تُيسّرَ هذه المحاضراتُ على الطلبةِ فهمَ المناهجِ النقديةِ المعاصرةِ، وطرائقَ مُقاربتِها للنصوصِ.