تفصيل
- الصفحات : 241 صفحة،
- سنة الطباعة : 2021،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-079-4.
شهد عقد التسعينات من القرن العشرين بروز سلسلة من الاحلافالاستراتيجـية فـي منطقـة الشـرق الأوسط، وكان التحالف التركي – الإسرائيلي من بين تلك الاحلاف،الذي برز نتيجة لظهور عدد من المتغيرات الدولية وانعكاساتها أثناء تلك المدة، والمتمثلة بانهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء حرب الخليج الثانية عام 1991، وهذا أوجد بطبيعة الحال البيئة المناسبة لقيام كلِ من تركيا وإسرائيل بإقامة تحالف استراتيجي طويل الأمد شكّل مقدمة لإعادة المنطقة العربية الى دائرة الأحلاف العسكرية المرتبطة بمشاريع الدفاع الغربية عن الشرق الأوسط التي ظهرت في عقد الخمسينات من القرن الماضي.
تأتي أهمية دراسة هذا الموضوع كونه يكشف طبيعة ومبررات ودوافع قيام التحالف التركي – الإسرائيلي في ضوء تطور العلاقات التوسعية لكل من تركيا وإسرائيل على حساب الدول العربية المجاورة لهما وما ينطوي عليه من اتساع دائرة الخوف المتبادل وعدم الثقة وفقدان الأمن والاستقرار في المنطقة.
يحاول الكتاب البحث والتحليل الدقيق في آثار وانعكاسات التحالف التركي – الإسرائيلي على العلاقات العربية – التركية، التي شهدت فتوراً واضحاً أثناء تلك المدة لما انطوى عليه ذلك التحالف من تهديد حقيقي للمنظومة العربية السياسية والاقتصادية والامنية،بقصد الضغط والتهديد عسكرياً واقتصادياً على بعض الدول العربية المستهدفة من جانب ذلك التحالف وإجبارها على الدخول في عملية السلام العربية – الإسرائيلية والتطبيع مع اسرائيل بالنسبة لما يتعلق بـإسرائيل، والضغط عليها كذلك من اجل العمل على انهاء المشاكل الحدودية وأهما القضية الكردية فيما يتعلق بالعراق وسوريا علاوة على قضية المياه المتنازع عليها مع تركيا التي كانت تستغلها الاخيرة في كل مناسبة للضغط على الدول المتشاركة معها وهي سوريا والعراق أيضاً. فضلاًعن أن دراسة هذا الموضوع يأتي أيضاً ضمن اطار أبعاد التحالف التركي – الإسرائيلي وانعكاساتها على المنظومة العربية في عقد التسعينيات من القرن العشرين، في ظل الظروف التي مرت بها عملية السلام في المنطقة وضعف الدول العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، فأصبح الأمن الاستراتيجي للدول العربية مهددًا، وأصبح كل من العراق وسوريا بالتحديد في موقف ضعيف بعد الضغط التركي عليها بقطع نهر الفرات والتهديد بالتدخل العسكري التركي على سوريا بحجة وجود قواعد حزب العمال الكردستاني (PKK) في الأراضي السورية، وكذلك قطع مياه الفرات عن العراق وتدخلات تركيا عسكرياً في شمال العراق بحجة مطاردة مقاتلي حزب العمال(PKK).
اعتمد الكتاب على مجموعة مهمة من المصادر أغنته بمعلومات في غاية الأهمية، منها الوثائق غير المنشورة لا سيما وثائق وزارة الخارجية البريطانية والاسرائيلية التي تناولت ورصدت تطور العلاقات التجارية والعسكرية بين تركيا واسرائيل في نهاية عقد الثمانينات من القرن العشرين.كما أفاد الكتاب من مجموعة من المصادر العربية أهمها كتاب: تركيا والشرق الاوسط للمؤلف فيليب روبنس وكتاب صناعة القرار في تركيا والعلاقات العربية-التركية للمؤلف جلال عبدالله معوض، وكتاب العلاقات العربية- التركية دور اليهود والتحالفات الدولية والإقليمية وPKK في العلاقات العربية- العربية للمؤلف وليد رضوان، وتناولت هذه المصادر بشكل مفصل محددات التحالف بين تركيا واسرائيل وتأثيراته على العلاقات العربية التركية. فضلا عن كتاب العلاقات التركية- اليهودية وأثارها على البلاد العربية منذ قيام دعوة يهود الدونمة 1648م إلى نهاية القرن العشرين، للمؤلفة هدى درويش. كما أفاد الكتاب من رسالة الدبلوم للباحثة/جوديتاهورفاتوفا الموسومة بـ(Turkish-Israeli relations, the deterioration of alliance) التي تناولت بشكل مفصل تاريخ العلاقات التركية الاسرائيلية ودورها في تعزيز التحالف الاستراتيجي بينهما.
اعتمدالكتابعلى عدد من البحوث المنشورة باللغات العربية والإنكليزية والتركية في المجلات العلمية، كونها تناولت معلومات دقيقة عن محددات التحالف التركي الإسرائيلي وتأثيراته على المنظومة السياسية العربية، وتضمنت مواقف لبعض الدول من ذلك التحالف.
تم تقسيم الكتاب إلى أربعة فصول رئيسة، تناول الفصل الأول نظرةتاريخية حول تطور العلاقات التركية – الإسرائيلية حتى عام 1990، الذي تناول الإطار التاريخي للعلاقات التركية- الإسرائيلية.
وجاء الفصل الثاني بعنوان: تطور العلاقات التركية – الإسرائيلية 1990-2000، وهي مرحلة التطور الاستراتيجي في العلاقات بين البلدين والذي توج بقيام التحالف الاستراتيجي بينهما في عقد التسعينيات من القرن العشرين، إذ اتسمت تلك المرحلة بتغيرات كبيرة على المستويين العالمي والإقليمي، مما أوجد وضعاً مغايراً إلى درجة كبيرة مما أدت إلى تقارب تركي- إسرائيلي غير مسبوق وصلت لحد التحالف وذلك إثر التوقيع على التحالف الإستراتيجي العسكري في عام 1996، بعد جهود ولقاءات كبيرة ومستمرة من جانب مسؤولي البلدينفضلاً عن الوضع العالمي الجديد بعد حرب الخليج الثانية ونتائجها الكارثية على العراق، وانهيار الاتحاد السوفيتي وبروز فراغ سياسي في المنطقة، وتفرد أمريكا بقيادة العالم. مما دفع كل من تركيا وإسرائيل إلى التحرك والتمهيد لتقارب إستراتيجي من خلال الزيارات المتبادلة والمكثفة للكبار المسئولين العسكريين والسياسيين بين البلدين على مستوى وزارة الدفاع وهيئة الإسكان والاستخبارات ومدراء الأقسام ورؤساء الحكومات، والإعلان عن التوصل إلى اتفاقات عسكرية “وبعضها سرية” في مجالات صناعة الأسلحة والتعاون العسكري.
وتطرَّق الفصل الثالث إلى محددات ودوافع قيام التحالف التركي- الإسرائيلي، الذي تم التوقيع عليه في شباط عام 1996. إذ تضمن عرضاً وافياً حول الدوافع المهمة لدى طرفي الحلف تركيا وإسرائيل من أوجه عديدة، مثل تشابه النظامين من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية. وكذلك المشكلة الكردية وتأثير قيام دولة كردية على تركيا، ومسألة المياه، ومشكلة لواء الإسكندرونة، وتأثريها على الأمن القومي لتركيا، في حين أن إسرائيل تعاني من هجمات الفدائيين الفلسطينيين وجهودها في سبيل اختراق المنظومة العربية والإقليمية، ونفوذها إلى جمهوريات آسيا الوسطى عن طريق التسهيلات التي تقدمها تركيا ضمن إطار التحالف بينهما.
وتناول الفصل الرابعتأثيرات قيام التحالف التركي- الإسرائيلي على العلاقات العربية – التركية. إذ تضمن مواقف بعض الدول العربية من قيام التحالف التركي الإسرائيلي. وركز هذا الفصل على تأثير الحلف التركي- الإسرائيلي على الدول العربية وبحث ردود الأفعال التي صدرت عنها؛ للوقوف على مجمل الجهد الذي بذل في سبيل منع قيام هذا التحالف وبيان مدى خطورته بالنسبة لعملية للسلام العربية- الإسرائيلية بوجه خاص، والامن القومي العربي بشكل عام.
وختاماً لا بد وأن نوجه الشكر والتقدير الى دار ألفا للوثائق والنشر ممثلة بالأستاذ صادق بوربيع على دعمه اللامحدود للباحثين ومساعدتهم في نشر نتاجاتهم العلمية.
المؤلف
كركوك 15يوليو 2020