تفصيل
- الصفحات : 336 صفحة،
- سنة الطباعة : 2023،
- الغلاف : غلاف مقوى ،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931--08-650-5.
تعتبر الضغوط النفسية من أكثر المشكلات تعقيدا، وأكثر الظواهر تأثيرا على عمليات التكيف مع متطلبات الحياة اليومية، وعلى جودة الحياة بمختلف مظاهرها الاجتماعية، الاقتصادية، الصحية والمهنية.. وعلى الرغم من الجهود البحثية المبذولة لوصف وقياس وفهم وتفسير هذه الظاهرة، لاستثمار نتائجها في التأسيس المنهجي والمعرفي لماهيتها، وتقديم برامج حلول تيسر التعامل الإجرائي للحد من آثارها السلبية على مستوى الأفراد والمنظمات، إلا أنه، يلاحظ وجود ثغرات معرفية ومنهجية على مستوى المفهوم وطرق القياس في نتائج الدراسات الارتباطية والتجريبية في ضوء التصورات البحثية التي تناولت الضغط النفسي بصفته مثير ( عامل ضاغط)، استجابة (رد فعل سيكوفزيولجي وسلوكي)، أو خلاصة تفاعل بين المثير والاستجابة، أو كعملية لا يتم فهمها إلا من خلال السيرورة الزمنية التي تتبلور من خلالها؟
ترتبط الضغوط النفسية بمتغيرات الحياة العامة، كما ترتبط وظيفيا بمجال العمل والأداء الوظيفي للعمال والمهنيين مما يتسبب ذلك في ضعف الفعالية والإيرادات، لهذا تولي كبرى الشركات في العالم اهتماما كبيرا للجانب النفسي لعمالها من خلال عقد دورات تدريبية للتعامل الفعال والايجابي مع الضغوط المهنية وضغوط الحياة باختلاف أنواعها.
ارتبطت الضغوط النفسية خلال السنة الجارية بظهور وانتشار فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19) بصورة رهيبة في العالم بأسره، فهي ظاهرة وبائية ظهرت غريبة غير واضحة في تشخيصها أو فيما يخص الكشف عن أسبابها وطرق وأساليب التعامل معها، بفعل الجدل الذي أحاط بها بين المؤسسات الحكومية الرسمية، المؤسسات : العلمية، الصيدلانية، الإعلامية والشعبية، وكيف انعكس ذلك على الحياة الخاصة والعامة للأفراد والجماعات، وعلى نشاط المنظمات والمؤسسات بمختلف قطاعاتها الصحية، الخدماتية، التربوية،الإنتاجية والأمنية…
منذ بداية الجائحة في شهر فيفري2020، يعيش معظم العمال في القطاع الخاص والحرفين والتجار ظروفا قاسية بفعل استطالة أزمة كورونا، التي فرضت عليهم إجراءات الإغلاق، والحجر المنزلي في العديد من مدن العالم، مما أدى إلى خسارة الملايين لوظائفهم، في المقابل يعيش عمال القطاع العام كالعاملين في الرعاية الصحية، الحماية المدنية،الأمن، عمال النظافة ضغطا كبيرا نظرا لاحتكاكهم المباشر بالمرضى والمحيط المسبب لتفشي الفيروس، وتتجلى أعراض هذه الضغوط في الاضطرابات المزاجية، الإحساس بالتعب، الأرق، فقدان الشهية أو الشراهة في الأكل، القلق، الوساوس المرضية، الخوف، الغضب … بحيث تؤثر هذه الأعراض إذا زادت حدتها على الجهاز المناعي للفرد، مما يجعل مقاومته للأمراض ضعيفة فيصبح عرضة للإصابة؛ خاصة إذا تعلق الأمر بالأمراض سريعة العدوى كفيروس كورونا المستجد،وقد أشار العديد من الأطباء النفسيين في تقارير منشورة، أن طول هذه الجائحة، بما يرافقها من تداعيات الحجر المنزلي، وعدم القدرة على السفر والحركة، وكذلك عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بطبيعة التعامل مع الجائحة، أدى بصورة كبيرة إلى تراجع الصحة النفسية لدى الأفراد، لذا بات على الهيئات المعنية الاهتمام بالعمال والمهنيين في جميع القطاعات بهدف تحسين الأداء إيلاء أهمية لهذا الجانب.
هذا ما سنتناوله في هذا الاستكتاب الجماعي الدولي حول الضغوط النفسية في الوسط المهني في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19).
تحرير د/ جميلة بن عمور
مراجعة أ.د بن طاهر بشير