تفصيل

  • الصفحات : 261 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2024،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى ،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-08-789-2.

مقدمة:

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الرسول الكريم وبعد،

يمثل العمل الذي بين أيدينا تجميعا لبعض من الأوراق العلمية المرتبطة ببعض مسائل الأمن الإقليمي الجزائري، والتحديات التي تطرحها مختلف الأروقة الجيوسياسية، سواء كانت قريبة ممثلة في الفضاءين المغاربي والمتوسطي، أو بعيدة أفرزت لعبة المصالح والتنافس الدولي بين مختلف القوى الدولية، ما انعكس على هرمية التوازنات الاستراتيجية في المنطقة.

وهي في الأصل أوراق بحثية تم تقديمها في تظاهرات علمية وطنية وأخرى دولية في بعض كليات واقسام العلوم السياسية في الجزائر، أو في اطار نشاطات نظمتها تخصصات أخرى ضمن ميدان العلوم الاجتماعية والإنسانية بشكل عام.

وبعضها الآخر عبارة عن مقالات تم نشرها في مجلات محكمة في مرحلة سابقة، لذا ينبغي مراعاة سياق وزمن كتابتها.

وقد تم تصنيف المحتوى ليتدرج من الخاص غلى العام، بمعنى من ضبط الأبعاد المحلية والإقليمية للأمن الجزائري، إلى مفرزات البيئة الإقليمية وانتهاء باستراتيجيات القوى الكبرى للتنافس الدولي حول المنطقة والفضاءات الجيوسياسية القربية، من مغاربية إلى ساحلية وقارية لإفريقية.

يتوزع المحتوى على العموم على سبعة أقسام أساسية:

بداية حللنا في القسم الأول امتدادات الأمن الجزائري في بعده الإقليمي المغاربي، تفكيك توجسات الدول المغاربية، وارتباطات الأمن المغاربي في ظل المخاطر المتدفقة من ساحل الأزمات.

انصرف محتوى القسم الثاني إلى دائرة أخرى لا تقل أهمية للأمن الإقليمي الجزائري، وهي الدائرة المتوسطية التي تسعى الجزائر راهنا لاستعادة حضورها فيها، مطالبة بالاعتراف بإرثها في المتوسط والمشاركة في مختلف المبادرات الأمنية في المنطقة، والقطيعة مع سوداوية الربط التاريخي للمتوسط بكل حملات الغزو والاستعمار التي تعرضت لها الجزائر في الماضي.

مرورا في القسم الثالث بأهمية البعد الثقافي وانعكاساته على تحصين هوية الأمة، بكل مكوناتها اللغوية والدينية، في واقع يشهد استقطابا ثقافيا وهوياتيا حادا، رغم أن الجزائر حتى الآن لم تنجح في حسم معطى خلق هوية ثقافية وطنية موحدة وموحدة.

بينما حاولنا في القسم الرابع الوقوف على رهانات الأمن المائي، باعتبارها العنوان الأبرز للتحديات التي تواجهها الجزائر والبشرية جمعاء، فالمساعي الجارية حثيثة لمواجهة أزمة الندرة والاستنزاف الذي تتعرض له الموارد المتاحة، بهدف إدارة المعضلة وتحصين الأمن المائي.

يعرج المحور الخامس على توجه الجزائر لتعزيز حضورها في الفضاء الرقمي، من خلال تدابير وقائية تضمن أمنها السيبراني، تماشيا مع التحولات التي تشهدها البيئة الأمنية العالمية، التي تعرف شيوع مختلف مظاهر الجرائم الإلكترونية.

ومما يبعث على الأمل في مستقبل المنطقة المغاربية هو تدشين مسلسل الإصلاحات، منها إصلاح القطاع الأمني الذي يمس أجهزة الشرطة والقوات المسلحة وغيرها، وجعله خادما للتنمية والمواطن ومستكملا لمشروع الانتقال الديمقراطي الحقيقي، وليس لتكريس الهيمنة والجبروت خاصة في واقع تحولات ما بعد الربيع العربي، وهو ما يناقشه المحور السادس.

وكان المحور السابع ختاميا، من خلال إثارة موضوع أوسع للعلاقات الإفريقية الإفريقية، ربط الحضور الجزائر بالفضاءين الساحلي والغرب إفريقي، وارتباط ذلك بتنافسية/تكامل أدورار القوى الكبرى على النفوذ والمصالح في القارة، تحديدا الو م أ وفرنسا والصين.

وقد رغبنا في تجميعها ونشرها ضمن عمل واحد ليسهل الاطلاع عليها، من الجمهور المهتم بتحديات الأمن الإقليمي الجزائري، وتعميم ما يرجى من محتوياتها من فائدة مرجوة خاصة للطلبة في مختلف مستويات التحصيل العلمي والقراء المهتمين بشكل عام.

والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل.

قسنطينة )الجزائر( في جانفي 2023