تفصيل

  • الصفحات : 173 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2024،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى ،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9931-484-05-9.

مقدمة

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي مجال يتغير بشكل سريع ومستمر، وتأثيره على المكتبات الجامعية كبير ولا يمكن إغفاله. تعد المكتبات الجامعية مركزًا هامًا لجمع وحفظ وتوفير المعلومات والمصادر التعليمية والبحثية للأكاديميين والطلاب. ولكن مع تغيرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يجب على المكتبات الجامعية التكيف وتحديث خدماتها للحفاظ على التنافسية وتلبية احتياجات المستخدمين.

من بين أهم التحديات التي تواجه المكتبات الجامعية هي الحفاظ على الموارد المعلوماتية وتحديثها بشكل مستمر. تحتاج المكتبات الجامعية إلى توفير مجموعة متنوعة من الموارد المعلوماتية التي تلبي احتياجات الطلاب والأكاديميين، ولكن في الوقت نفسه يجب عليها تحديث هذه الموارد للحفاظ على التحديث المستمر. وهنا تأتي دور الأوعية الإلكترونية كحل لهذا التحدي. فالأوعية الإلكترونية تسمح للمكتبات الجامعية بتوفير المصادر المعلوماتية بشكل أسرع وأكثر فعالية، وتسهل عملية التحديث المستمر لهذه الموارد. كما أن الأوعية الإلكترونية تساعد في تحسين خدمات المكتبات الجامعية بشكل عام، حيث توفر للمستخدمين سهولة في الوصول إلى المصادر المعلوماتية بمجرد الاتصال بالإنترنت.

علاوة على ذلك، تعد التكنولوجيا المعلوماتية والاتصالية مهمة جدًا في توفير خدمات التعليم عن بعد. فالأوعية الإلكترونية تسمح للطلاب بالوصول إلى المصادر التعليم والمواد التعليمية بشكل أسرع وأسهل، مما يساعد في تحسين جودة التعليم وتعزيز التفاعل بين الطلاب والمدرسين عبر الإنترنت.

من الجوانب الأخرى، تساعد التكنولوجيا المعلوماتية والاتصالية المكتبات الجامعية في الحفاظ على سجلات المكتبة والمعلومات بشكل أفضل. فالأوعية الإلكترونية تسمح بتخزين البيانات بشكل آمن ودقيق، وتوفر ميزات الحفظ الآلي والنسخ الاحتياطي للمعلومات، مما يساعد على الحفاظ على السجلات بشكل دقيق وآمن.

من هنا، يمكن القول بأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لها دور كبير في تطوير المكتبات الجامعية وتحسين خدماتها. والأوعية الإلكترونية تعتبر أحد الحلول المثالية لتحديات الحفاظ على الموارد والتحديث المستمر، حيث تساعد في توفير الموارد المعلوماتية بشكل أسرع وأكثر فعالية، وتحسين خدمات المكتبات الجامعية بشكل عام. ولذلك، يجب على المكتبات الجامعية تكثيف جهودها لتحسين الأوعية الإلكترونية وتطوير الخدمات الإلكترونية لتلبية احتياجات المستخدمين وتحسين الجودة العامة للتعليم والبحث العلمي. ويتطلب ذلك أيضًا إنشاء خطط واستراتيجيات تطوير التكنولوجيا المعلوماتية والاتصالية في المكتبات الجامعية، وتوفير التدريب والدعم للعاملين في المكتبات للتحول والاستفادة من التقنيات الجديدة.

كما يجب أيضًا مراعاة بعض التحديات التي يمكن أن تواجه استخدام التكنولوجيا المعلوماتية والاتصالية في المكتبات الجامعية، مثل مشاكل التمويل والتكلفة العالية للأنظمة والبرامج الإلكترونية، وضمان أمان وخصوصية المعلومات المخزنة.

ويمكن القول بأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تلعب دورًا حيويًا في تحسين خدمات المكتبات الجامعية وتطويرها، وتحديث الأوعية الإلكترونية يمثل الخطوة الأساسية في هذا الاتجاه. لذلك، يجب على المكتبات الجامعية العمل على تطوير وتحديث الأوعية الإلكترونية بشكل مستمر، وتحسين خدماتها لتلبية احتياجات الطلاب والباحثين والعاملين في المكتبات، وتحسين جودة التعليم والبحث العلمي في المؤسسات الجامعية..

جاء الفصل الأول تحت عنوان التحول من الأرشفة التقليدية إلى الحفظ الإلكتروني بعرض نبذة تاريخية لتطور مختلف الوسائط من المرحلة البدائية إلى عصر التكنولوجيا والوسائط الالكترونية الأكثر حداثة، مع طرح مميزات وسلبيات كل وسيط من هذه الوسائط، ولقد ركزنا على الأقراص الليزرية باعتبارها آخر ما توصلت إليه التطورات التكنولوجية، مع تحديد عوامل ظهورها وتعريفها وكيفية الحفظ والاسترجاع.

يعتبر التحول من الحفظ التقليدي إلى الحفظ الإلكتروني أمرًا ضروريًا في ظل التطور التكنولوجي والاعتماد المتزايد على الإنترنت في الحياة اليومية. فالحفظ التقليدي يعتمد على الوثائق والمستندات الورقية، ويتطلب تخزينها في أماكن آمنة وبعيدة عن التلف والضياع، كما يتطلب عمليات البحث والوصول إليها جهدًا ووقتًا طويلاً.

أما الحفظ الإلكتروني، فيعتمد على تقنيات حديثة في التخزين والحفظ، مثل الأقراص الصلبة والحفظ السحابي، كما يتطلب تحويل المواد الورقية إلى صيغ رقمية. ويعتبر الحفظ الإلكتروني أسرع وأكثر كفاءة في الوصول إلى المعلومات، كما يساعد على الحفاظ على الموارد الثقافية والعلمية من التلف والتآكل، ويسهل عمليات الحفظ والإدارة والاسترجاع.

ومن أجل تحقيق التحول إلى الحفظ الإلكتروني بنجاح، يجب وضع خطط وإجراءات لضمان سلامة الموارد الإلكترونية وحفظها، ويجب أن تتبع المكتبات الجامعية والمؤسسات الأكاديمية إرشادات ومعايير محددة في تنظيم وإدارة الموارد الرقمية، بما يضمن سلامتها والحفاظ عليها. ويجب أن تتوفر التقنيات اللازمة لتحويل المواد الورقية إلى صيغ رقمية، وتخزينها وحفظها بشكل آمن ومنتظم، وضمان الوصول إلى المعلومات بسهولة وفعالية.

عد تقديم الخلفية والمفاهيم الأساسية، ندخل في تفاصيل التحول من الحفظ التقليدي إلى الحفظ الإلكتروني. يتطلب هذا التحول اعتماد مجموعة من الأدوات التكنولوجية التي تتيح للمكتبات الجامعية إمكانية تخزين وتنظيم المواد الرقمية بشكل فعال، وبالتالي توفير الوقت والجهد والمال اللازمين للحفظ التقليدي.

تتطلب هذه العناصر توفر البنية التحتية التقنية اللازمة، وتدريب الكوادر الفنية والإدارية على استخدام هذه الأدوات بشكل فعال. كما يتطلب التحول إلى الحفظ الإلكتروني اتخاذ إجراءات لحماية المواد الرقمية من الفقدان أو التلف، من خلال استخدام النسخ الاحتياطية والحفظ في أماكن آمنة.

بالتالي، يعتبر التحول من الحفظ التقليدي إلى الحفظ الإلكتروني يمثل التحول من الحفظ التقليدي إلى الحفظ الإلكتروني تطورًا هائلا في مجال الحفظ والإدارة الرقمية للموارد المعلوماتية. ففي الماضي، كانت الموارد المعلوماتية تحفظ على شكل أوراق وثائق مطبوعة وكتب ومجلات، ويتم الاحتفاظ بها في مكتبات وأرشيفات، وكان ذلك يتطلب جهدًا كبيرًا للحفاظ عليها وتخزينها بشكل سليم.

ومع تطور التكنولوجيا، أصبح الحفظ الإلكتروني هو الحل الأمثل والأكثر فعالية للمحافظة على الموارد المعلوماتية. فالحفظ الإلكتروني يستخدم التقنيات الرقمية ويتميز بسهولة الوصول إلى المواد المحفوظة، حيث يمكن البحث والوصول إلى المعلومات المحفوظة بسرعة ودقة، ويتم تخزينها بشكل آمن في قواعد بيانات إلكترونية.

ويوفر الحفظ الإلكتروني أيضًا ميزات إضافية مثل الاحتفاظ بالمعلومات لفترات طويلة بدون تدهور، والتحديث السريع للموارد المعلوماتية، وتوفير مساحة تخزين أكبر، والتخلص من الأوراق والوثائق المطبوعة التي تشغل مساحة كبيرة وتتطلب صيانة دورية.

وعلى الرغم من فوائد الحفظ الإلكتروني، إلا أنه يتطلب الاهتمام بالعوامل الأمنية والخصوصية للمستخدمين وحماية المعلومات من الاختراقات الإلكترونية. ولتحقيق ذلك، يجب توفير الحماية والتشفير المناسبين للموارد المحفوظة وضمان الوصول

أما الفصل الثاني المعنون تحت تحديات ومتطلبات الحفظ الإلكتروني في المكتبات الجامعية إبراز دور الوسائط الإلكترونية في نشر المعلومات والتحول من المنشورات المطبوعة إلى المنشورات الإلكترونية والتركيز على دورها في إثراء البحث العلمي، كما حاولنا الوقوف على الحواجز أو العوائق التي تواجه المكتبات الجامعية الجزائرية في تبني هاته التقنية وعدم استغلالها رغم ما تقدمه من مميزات. وخلصنا إلى ضرورة الحفظ المادي لهذه الوسائط بغية ضمان استمرارها ودوامها.

يعتبر الحفظ الإلكتروني من أهم التحديات التي تواجه المكتبات الجامعية في الوقت الحالي، حيث تعتمد المكتبات على تقنيات التخزين والاسترجاع الإلكترونية للحفاظ على الموارد المعرفية وتوفير الوقت والجهد. ومع ذلك، فإن هناك عدة تحديات ومتطلبات يجب مراعاتها لضمان نجاح هذا النوع من الحفظ.

من بين هذه التحديات والمتطلبات، نذكر تحديات الأمان والحفاظ على خصوصية المستخدمين والمحتويات، وضمان الوصول الشامل والمتساوي لجميع المستخدمين، وضمان الحفاظ على جودة الموارد وعدم تدهورها مع مرور الوقت، بالإضافة إلى التحديات المالية المتعلقة بتكاليف الحفظ الإلكتروني وصيانته وتحديث

علاوة على ذلك، يتطلب الحفظ الإلكتروني في المكتبات الجامعية العمل على توفير البنية التحتية اللازمة للتخزين والاسترجاع الإلكتروني، وتوفير الكفاءات اللازمة للمكتبيين للتعامل مع التكنولوجيات المختلفة المستخدمة في هذا المجال، فضلاً عن العمل على تطوير الخطط الاستراتيجية اللازمة لضمان استدامة الحفظ الإلكتروني وتحديثه بشكل دوري.

ومن الجدير بالذكر أن التحول إلى الحفظ الإلكتروني يعتبر جزءاً أساسياً من الثورة التكنولوجية التي تشهدها المكتبات الجامعية، حيث يتيح للمكتبات توفير الموارد المعرفية وتسهيل عملية البحث والوصول إليها بشكل أفضل، كما يمكن أن يساهم في تحسين جودة الخدمات التي تقدمها المكتبات وزيادة رضا المستخدمين عنها.

ولذلك، فإن تحديات ومتطلبات الحفظ الإلكتروني في المكتبات الجامعية تشكل موضوعاً هاماً يتطلب العمل الجاد والتركيز الشديد للتغلب عليها وضمان نجاح عملية الحفظ الإلكتروني واستمراريتها في المستقبل.

وكان الفصل الثالث تحت عنوان دور المكتبة الجامعية في تطوير النشر الإلكتروني وتعزيز الوصول إلى المعرفة العلمية،حيث ابرزنا في هذا الفصل عن تأثيرات هذه الوسائط داخل المكتبة الجامعية، من خلال معالجة تأثير النشر الإلكتروني على النشر المادي لهذه الوسائط، إذ تعدى هذا التأثير ليشمل المكتبة لتصبح مكتبة إلكترونية. كما حاولنا إبراز مكانة الوسائط الإلكترونية واقعها ضمن سياسة الاقتناء بالمكتبة الجامعية وحاجة الطلبة والمكتبيين لها وكيفية معالجتها فنيا. ولقد تناولنا الخدمات التي تقدمها هذه الوسائط لمختلف فئات المكتبة الجامعية من خدمات الحفظ والاسترجاع والإحاطة الجارية إلى خدمة البث الانتقائي. وفي آخر الفصل تطرقنا إلى التأثيرات الإيجابية للوسائط الإلكترونية.على مختلف عناصر المكتبة وأهم التغيرات التي تحدثها.

تعد الموارد الإلكترونية جزءًا أساسيًا من البيئة الأكاديمية في الوقت الحالي، وقد أدى تزايد استخدام التكنولوجيا وتوسعها إلى زيادة الطلب على الوصول إلى المصادر الإلكترونية في المكتبات الجامعية. بناءً على ذلك، فإن تصميم وتطبيق نموذج لإنشاء قسم متخصص للموارد الإلكترونية يعتبر ضروريًا لتلبية احتياجات المستخدمين.

يشهد العالم اليوم تحولاً كبيراً نحو الرقمنة والتقنية، وبالتالي فإن المكتبات الجامعية تحتاج إلى الاستجابة لهذا التحول ومواكبته لتلبية متطلبات المستخدمين الذين يفضلون الوصول إلى الموارد الإلكترونية بشكل مريح وفعال. لذلك، فإن إنشاء قسم متخصص للموارد الإلكترونية في المكتبات الجامعية يمكن أن يساعد في تلبية احتياجات المستخدمين وتحسين جودة الخدمات التي تقدمها المكتبات.

يتطلب تصميم وتطبيق نموذج لإنشاء قسم متخصص للموارد الإلكترونية في المكتبات الجامعية العديد من الخطوات، ومن أهمها: تحديد الموارد الإلكترونية التي سيتم توفيرها، وتصميم وتطوير البنية التحتية اللازمة للتعامل مع هذه الموارد، بما في ذلك تحديد الأجهزة والبرامج المطلوبة وتحديد الكوادر الفنية والإدارية اللازمة للعمل في القسم.

كما يتطلب الأمر أيضًا وضع خطط لتدريب المستخدمين على كيفية استخدام الموارد الإلكترونية وتقديم الدعم الفني لهم في حالة وجود أي مشاكل، وتحديث الموارد الإلكترونية بشكل دوري وتوفير الموارد الإلكترونية الحديثة.

د. بن شهيدة محمد

تيارت 2023